يعود الثامن من مارس/آذار، اليوم العالمي للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على حاله، فالحروب والصراعات انهكتهن وبتن هدفا حقيقيا للأنظمة الرأسمالية المتغطرسة التي تتغذى من أوجاع النساء ومآسيهن، فلا يمكن الحديث عن استقلال حقيقي واحتفاء بهن وهم يُنكل بهن من قبل المجتمع الذكوري والسلطة على سواء، ففي فلسطين المحتلة تحاول النسوة تدارك ما عشنه من رعب وترهيب على يد المحتل ويقاومن في غزة المنتصرة ويحاولن ترميم أنفسهن ليعدن إلى بناء حياتهن بعد كل الخراب، وتقاسمهن في نفس المأساة السودانيات اللواتي جوعتهن الحرب المستمرة واخرجتهن من بيوتهن ليصبحن لاجئات دون مأوى وبأمراض كثيرة منتقلة بسبب التلوث وغيره.
وفي سوريا تأبى النساء التأقلم مع واقع لايشبههن، فمنذ تسلم سلطة أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا السلطة في دمشق تأزمت اوضاعهن وأصبحن مستهدفات بشكل واضح ومخيف وتم ابتزازهن في حقوقهن بفرض وصاية عليهن والادعاء- بعد كل هذه التضحيات التي قدمتها النساء- بأنهن غير مؤهلات للقيادة ومكانهن المنزل ولا يصلحن لمراكز القرار، تلك التصريحات المفجعة أثارت ردة فعل غاضبة من النساء في سوريا وحتى دول أخرى ساندتهن للتنبيه من خطورة مساعي السلطة الدينية في قمع حريتهن.
وفي إيران ايضا فان تنفيذ أحكام الإعدام بحق الناشطات والحقوقيات والمشاركات في ثورة المرأة، الحياة، الحرية قد وصل أرقاما مرعبة.
واليمنيات هن أيضا ضحايا للنظام الأبوي المتنكر لتضحياتهن أثناء الحرب وهن اللواتي دفعن الثمن باهظا من صحتهن النفسية والجسدية واستقرارهن، ورغم ذلك تستمر السلطة الذكورية في اضطهادهن وقتل أو استهداف كل نفس حر وصوت ينادي بالحرية والتعددية، وهي قضايا تتشارك فيها أغلب النساء في الشرق الأوسط وحتى شمال أفريقيا وهي مقدمة لتوحيد نضالات النساء لمحاربة التسلط الأبوي والأنظمة الاوتوقراطية والرأسمالية المتغطرسة.
ومع هذا الواقع السوداوي الذي يجب وضعه حتى لا نخطئ التقدير والتوصيف، ولأن وضع الإصبع على الداء باب للإصلاح، يذكرُ تحالف ندى النسوي بأن وضع النساء ليس بالجيد حيث يحاصرهن الجوع والتهجير القسري والعنف المبني على النوع الاجتماعي والتقتيل والتمييز والتهميش، ولن يتغير وضعهن الا بتوحيد الصفوف والنضالات بعد أن بينت التجارب أن الأوجاع واحدة والقضايا مشتركة.
ويؤكد تحالف ندى أن حوالي 17 الف فلسطينية قتلت في سنة على يد الاحتلال الإسرائيلي، وقتلت حوالي 29 الف سورية منذ بداية الحرب في بلدهن، وقتلت وعذبت ألاف السودانيات واليمنيات وغيرهن على يد الفصائل المسلحة والمتطرفين، أرقام مفزعة ومخيفة دقت ناقوس الخطر لكن لم تحرك للجهات المسؤولة عن المآسي ساكنا وهو ما غذى الغضب النسوي ليس في مناطقنا فقط بل وفي العالم ويتضح ذلك عبر البيانات ان كان في بلدان المنطقة أو حتى في إيطاليا والهند والدول الآسيوية.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يجدد تحالف ندى التأكيد على أن النضال النسائي المشترك هو ضمان الخروج من مرمى الحروب والإبادة.
ويُجدد تحالف ندى النسائي الإقليمي استنكاره لاستمرار قهر النساء في المنطقة، وتواصل عدائهن من قبل الأنظمة الرأسمالية، والذي أعطى استمرار الإجرام لتطبيع المجتمع الدولي والأنظمة الإمبريالية والرأسمالية مع تقتيل النساء واستهدافهن.
ويؤكد التحالف أن استمرار انتهاك حقوق النساء والحرمة الجسدية لهن لن يدفع إلا بنشر الفوضى والتطبيع مع العنف، ويدعو المجتمع الدولي إلى التحرك فعلياً لإيقاف مآسي النساء في فلسطين وسوريا والسودان والعراق واليمن وليبيا وتركيا وإيران وأفغانستان وكل المناطق التي تشهد حروبا وصراعات أهلية وقبلية ودولية.
ويجدد التحالف التذكير بأن التنديد وحده لم يعد كافياً، ويحث الحركة النسوية في العالم على تحكيم أسس التضامن مع كل النساء دون تمييز وإقصاء.
ويدعو الهيئات الأممية إلى إطلاق حملات داعمة للنساء في مناطق الصراع، ويُذكِّر بأن الوضع في العالم متشابه.
ويؤكد تحالف ندى على ضرور الدفاع عن تجربة الثورة النسائية الوليدة في شمال شرق سوريا، وحمايتها من الهجمات الممنهجة التي تطالها، لأن اي ضرر جدي قد يلحق بهذه التجربة الفريدة وغير المسبوقة من حيث مستواها ومنجزاتها، سيكون له تداعيات كبرى على كل نساء المنطقة.
عاش الاتحاد النسائي الإقليمي والعالمي!
عاش النضال النسائي المشترك
المرأة، الحياة، الحرية!
التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي/ تحالف ندى
7 آذار/ مارس ٢٠٢٥