لضمان الخروج من مرمى الحروب والإبادة… دعوات لتوحيد النضال النسائي

ـ أكدت ناشطات وعضوات تحالف “ندى” على أن الثورات والانتفاضات ستستمر فالشعوب تأبى الهيمنة والقهر، وأن التنسيق بين المنظمات والجمعيات النسوية ضرورية لمزيد من الضغط لتحقيق الأهداف المشتركة.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة عقد التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “ندى”، مساء أمس الأحد 10 آذار/مارس، ندوة رقمية عبر تطبيق زووم تحت عنوان “النضال النسائي المشترك هو ضمان الخروج من مرمى الحروب والإبادة”.

وسلطت الندوة الرقمية الضوء على أهمية الاحتفاء بهذا اليوم خاصة في ظل ما تعاني منه النساء من إقصاء وتهميش في خضم الحروب التي تواجهها بلدان الشرق الأوسط.

وأكدت المشاركات في الندوة على أن السياسات النيوليبرالية هي السبب في كل ما يحدث في المنطقة العربية، مشددات على ضرورة التنسيق بين المنظمات والجمعيات النسوية لمزيد من الضغط لتحقيق الأهداف المشتركة.

وفي مداخلة لها تطرقت مستشارة حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي بالشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية ““ANND جيهان أبو زيد، إلى التحليل السياق الجيوسياسي، ولماذا قامت النزاعات والحروب في المنطقة بشكل عام وخاصة حرب الإبادة في فلسطين، مسلطة الضوء على القوى المهيمنة والاستعمارية وأثرها على المنطقة العربية والهدف الساعي لتحقيقها من بينها الإرادة الاقتصادية وسلب الحريات في القرار السياسي، وزعزعة الأمن الاستقرار بالإضافة إلى استمرار الحروب فيها وذلك لمآرب أخرى كاستيراد الأسلحة.

وأشارت إلى أن المنطقة العربية تأثرت بشدة بالاحتلال والاستعمار “قوى الاحتلال قبل أن تخرج من المنطقة تركت لنا إرث بالغ القسوة، الصراعات القائمة ناجم عن ذلك الإرث، ترك لنا تمزقات وحدود مصطنعة جديدة، وأنظمة سياسية طائفية تدعم الصراعات والنزاعات طوال الوقت”.

وأوضحت أن “الحرب الأخيرة الدائرة في فلسطين، تكشف عن قبح الأجندة المتبعة وما نعانيه، ولكن لا نعرف كيف ستنتهي الحرب وأي تمزقات جديدة نحن بصددها”، لافتةً إلى أن تطور الأنظمة الاقتصادية العالمية وصولاً إلى العولمة، تدعم الإمبريالية وكذلك إبقاء العالم كدول تورد المواد الخام ودول يتم تصدير المنتج النهائي إليها، بالإضافة إلى تصدير الإيديولوجيا والأفكار وصورة الذات “للأسف أصبح من الشائع الابتعاد عن الثقافة الأم وكلما انفصلنا عن أرضنا وتراثنا وكلما التحمنا بالغرب والفكر الأبيض، أصبحنا أكثر رقياً”.

وأكدت على أن المنطقة تتنوع عرقياً وإثنياً ودينياً وثقافياً، وهو ما من شأنه أن يثري ويدعم ويعمق ويقوي الموقف على كافة المستويات، ولكنه وظف لكي يزيد التمزقات والحروب، مضيفةً “ستستمر الثورات والانتفاضات فالتاريخ يقول إن الشعوب تأبى تلك الهيمنة والقهر، وما زال هناك واعيات لتلك العلاقة الجدلية ما بين السياسي والنسوي”.

من جانبها تطرقت المستشارة الإقليمية السابقة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا أمينة الرشيد، في مداخلتها، إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية على المرأة ومشروع المساواة الفعلية، قائلةً “من الضرورة التضامن النسوي حول العالم، فتاريخ النساء متشابه، ونتمنى أن يكون مستقبلنا أيضاً واحداً ومتشابهاً في التحرر من كافة أنواع وأشكال الاستعمار الجديد والقهر سواء الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي”.

وفيما يتعلق بالآثار الاجتماعية الناجمة عن الحروب والنزاعات أو الكوارث أو التغيرات المناخية وغيرها، دائماً النساء تكن الأكثر تضرراً، وأرجعت السبب إلى بشاعة تلك الحروب بالإضافة إلى التاريخ السياسي والثقافي والاقتصادي للمرأة في الشرق الأوسط، فالنساء لا تجدن لأنفسهن مكاناً سياسياً مرموقاً ولا تشاركن في القرارات السياسية.

ولفتت إلى أن النساء تتحولن إلى أدوات للحروب لعدم مشاركتهن في القرار الاقتصادي الذي أوجد حالة الحرب، منوهةً إلى أن معاناتهن تتضاعف في الحروب إثر العنف الذي تتعرضن له ويتفاقم خلال فترة النزاعات “يتفاقم القهر الاقتصادي خلال الحروب والنزاعات لأن المرأة لم تتمكن اقتصادياً، وهو ما يؤدي إلى حدوث مجاعة”.

ويعتبر العنف ضد المرأة من الآثار الأكثر سوءاً حيث يتضاعف عدد المتعرضات للعنف والتحرش والاعتداء خلال الحروب فعلى سبيل المثال النساء في السودان وسوريا وليبيا وفلسطين واليمن تعانين من المجاعة وأصبحن أدواتاً للحرب، في الوقت الذي تفتقر فيه إلى الحماية وتتولين رعاية الأسرة بمفردهن.

وشددت على ضرورة وجود آليات حماية لتقديم المساعدة والدعم للنساء، وتمكينهن في كافة المجالات لتطوير وتنمية المجتمع “يجب أن يكون هناك تضامن نسوي في كافة أنحاء العالم، لوضع استراتيجيات شاملة لتمكين المرأة في كافة المجالات ونبدأ بتغيير المفاهيم التقليدية والنمطية السائدة تجاه المرأة”.

أما الناشطة النسوية والخبيرة في النوع الاجتماعي تحرير الأعرج، فركزت في مداخلتها على السياق الجيوسياسي وبشكل خاص الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وتداعياته على المرأة، ونوهت إلى أن الفلسطينيات معاناتهن مضاعفة، مشيرةً إلى أن هناك مصادرة للحريات في المستوطنات الإسرائيلية، وغيرها من الحريات والحقوق.

وأوضحت أن الحرب الأخيرة أدت إلى فقدان الآلاف من النساء والفتيات والأطفال لأرواحهم، لافتةً إلى أن المرأة في القدس تفتقر إلى حق الوصول إلى الخدمات الصحية وهو ما يؤثر على صحتها، مؤكدةً على أن الفلسطينيات تعشن واقعاً مأساوياً مريراً.

وحول تجربة الصمود في إقليم شمال وشرق سوريا في ظل الحرب الدائرة، قالت عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر “ما يحدث الآن في فلسطين وإقليم شمال وشرق سوريا إبادة حقيقية للنساء وما هي إلا استمرارية لإبادة النساء على مختلف مراحل التاريخ، بالرغم من أنه توجد قوانين دولية تمنع ارتكاب الإبادة الجماعية إلى أنها تظل حبراً على ورق”.

وسلطت الضوء خلال مداخلتها على كفاح النساء ونضالهن في إقليم شمال وشرق سوريا، لافتةً الانتباه إلى مدى الدمار الذي أحدثه الاحتلال التركي في المنطقة وعلى المرأة بشكل خاص، بالإضافة إلى أنها تطرقت إلى الانجازات التي حققتها النساء هناك لتكن نموذج للمرأة المناضلة، وكيف وصلن إلى ما هن عليه بفضل الحماية الذاتية، مؤكدةً على ضرورة التصدي للعنف وخطاب الكراهية ووضع آليات لحماية المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.

وكالة أنباء المرأة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.