كشفت الحرب على غزة أكذوبة حقوق الإنسان في العالم، فحين يُباد الآلاف أمام مرأى العالم ومسمعه دون أي تحرك يوقف المأساة الإنسانية الفظيعة، نتذكر جميعنا ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الانسان التي تقول إن الحق في الحياة في المادة السادسة مبدأ اخلاقي يعطي للإنسان الحق في العيش دون التعرض للقتل.
وكشفت مأساة غزة عن هول جرائم فظيعة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، حيث بينت شاشات التلفزيون الإبادة العلنية من الجيش الإسرائيلي باستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا على غرار مادة الفوسفور الأبيض والصواريخ المضادة التي تستهدف مقار النازحين والمستشفيات والتجمعات السكنية والأبراج والمدنيين العُزل.
وكانت النساء الضحايا الابرز، ودفعن الثمن غاليا، بين فقدان أطفالهن وذويهن وانعدام توفر الأساسيات لهن وعشن أياما صعبة بين الجوع والعطش والحاجة بل أجبرن بسبب الظروف المأساوية على الإجهاض غير الآمن والولادة قبل الموعد المحدد وتناول حبوب تأخير الدورة الشهرية، وغيرها من المآسي التي لا يتحدث عنها المجتمع الدولي فهي مرتبطة بالنساء اللواتي لم يكن يوما ضمن حسابات العالم، فقد أُبدن في سوريا على يد التنظيمات المتطرفة ونكل بهن في أفغانستان دون أن يحرك ذلك ساكنا لأي طرف، وهُجرن في عفرين وتل أبيض وغزة والضفة الغربية والسودان وقتلن في ليبيا وتم لجم أصواتهن في أغلب دول المنطقة ولم ينتفض العالم نصرة لهن عكس التحركات التي حدثت حين انطلقت الحرب الروسية-الأوكرانية حيث جندت الجمعيات النسوية الغربية نفسها لمساندة الأوكرانيات في مظاهر تمييزية تعكس الدعوات الجافة لاتحاد نساء العالم حول قضاياهن المشتركة.
يُخلف المشهد المأساوي الذي يمرر يوما أمام عدسات الكاميرا العار لكل صوت كان شاهدا على قتل الغزاويات ولم يتحرك، ويندد تحالف ندى النسوي بالجرائم الفظيعة التي تستهدف الغزاويين دون تمييز وبعنجهية، ويؤكد أن العدوان الحاصل يقابله صمت عربي وغربي مخجل وعدم تحرك في اتجاه وقف إطلاق النار ومنع مأساة التهجير القسري في اتجاه خطوة تفريغ المدينة من أهاليها وإعادة سيناريو توطين اسرائيليين هناك.
ويُذكّر التحالف بأن مايحدث يعيد إلى البال ماحدث عام1948حين أفتكت فلسطين وأقيمت ما تسمى باسرائيل إثر انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
ويُعبر عن عمق تضامنه مع الأشقاء في غزة ويدعو المجتمع الدولي إلى التدخل وإنهاء تقتيل المواطنين وتهجيرهم، ويلتمس من البلدان العربية اتخاذ مواقف حكيمة بدلا من البيانات التي بان بالكاشف عدم ايلاء العدو الاهتمام بها.
ونذكر بأن أهالينا في غزة يقصفون بنفط عربي وهو أقسى عار قد يلاحق المنطقة.
ويعتبر التحالف أن سياسة القتل العشوائية التي تخترق القانون الدولي الإنساني وما ورد في اتفاقية جينيف، لم يقابلها إلى حتى اليوم أي تحرك واضح ينهي الرعب الحاصل، وباتت وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الصامتة عن تلك الإبادة الجماعية .
يؤكد التحالف أن المصالح والمطامع الغربية القامعة للمنطقة العربية المضطهدة لم ولن تتوقف مادام الصمت مستمر.
ويؤكد التحالف أن تواطؤ المجتمع الدولي تجاه ماتعيشه غزة أدى إلى تجاوز إسرائيل لحدودها وقصف المشافي واستهداف المدنيين بشكل همجي وتعسفي، ويشدد على أن اختبار الإنسانية سقط مع سقوط الأبرياء والأطفال والنساء ضحايا بالاسلحة المحرمة دوليا دون تحرك يوقف المعاناة المستمرة.
ويحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية المجازر الحاصلة.
ويؤكد أن حقوق الإنسان تطبق فقط على الشعوب الفقيرة والمستضعفة اما الأقوياء كاسرائيل فهي فوق القانون وتمارس عنفها علنا دون اكتراث وخوف بل تهدد بابادة الفلسطينيين وقتلهم لأنها تعلم جيدا أن الغرب كله في صفها ويساندها.
ونندد بالحصار والتجويع كسياسة دولية لتهجير أهل غزة وتخويفهم،
سيمل وأن العالم بات محكوما بقوانين القوة لا قوة القانون.
ونشير إلى أن دول الخمس كبار(بريطانيا، أمريكا، فرنسا، الصين، )في مجلس الأمن تتفق فقط حول مصالحها السياسية والإقتصادية التي تسيرها.
ونعتبر أن المنطقة العربية قُسمت منذ إتفاق سايس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى، وأُعطيت فلسطين إلى اليهود ثمن وقوفهم مع بريطانيا في الحرب وإن استمر هذا الصمت ستستمر المآسي ولن تتوقف.
والعالم يختفي باليوم العالمي لمجابهة العنف ضد النساء يدعو تحالف ندى:
-تتبع كل من ثبت ارتكابه لجرائم ضد النساء في غزة وسوريا واليمن وليبيا والسودان وغيرهم
-مقاضاة الكيان الصهيوني الذي يقوم علنيا بجرائم إبادة أمام مرأى العالم ومسمعه.
-محاسبة منتهكو الحرمة الجسدية للنساء في غزة والضفة الغربية، سيما وأن التجاوزات وصلت التحرش الجنسي وانتزاع الحجاب بشكل همجي من قبل المحتل الغاصب.