بيان الى الرأي العام لدعم ضحايا امطار وسيول ديسمبر 2025: جمجمال وغزة تستغيث

شهد العالم خلال العقود الاخيرة تدهورا بيئا غي مسبوق , لم يكن نتيجة للعوامل الطبيعية فحسب , بل جاء في معظمه بسبب السلوك البشري غير المسؤول , فالحروب المتكررة وما خلفته من دمار واسع للبنى التحتية والغطاء النباتي , اضافة الى استخدام الاسلحة الثقيلة والمواد السامة , ادت الى تلويث التربة والهواء والمياه , وخلقت خللا عميقا في التوازن البيئي . زمع الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية , والتوسع الصناعي غير المنضبط , وتصاعد انبعاثات الغازات الدفيئة , دخل المناخ في مرحلة خطيرة من الاختلال .
وقد بات واضحا للعالم اجمع ان تدهور البيئة وتغير المناخ مجرد قصة علمية او نقاشا نظريا , بل تحول الى واقع يهدد البشرية والمجتمعات بشكل مباشر , ولم تكن منطقتنا بمنأى عن هذه التحولات المناخية الخطيرة .
فبعد سنوات من الجفاف وشح الامطار التي ضربت العراق واقليم كردستان ودول شرق حوض البحر المتوسط , واضعفت التربة وتسببت في تدهور الزراعة وارتفاع معدلات التصحر , دخلت المنطقة في مرحلة جديدة من الاضطرابات المناخية , ففي الحادي عشر من شهر كانون الاول 2025 شهدت المنطقة امطارا غزيرة غير مسبوقة , نتيجة لهذه التغيرات المناخية المتطرفة , فتحولت من جفاف قاس الى فيضانات مدمرة خلال وقت قصير ,\.
ففي قضاء جمجمال وقضاءي شورش وتكية في اقليم كردستان (شمال العراق), وقعت الكارثة البيئة الكبرى , حيث اجتاحت السيول الاحياء والاسواق وجرفت الطرق والمحال , وتسببت بخسائر بشرية ومادية , فقد فقد حوالي ست اشخاص حيواتهم , في حين مايزال مصير العشرات من المفقودين مجهولا , وتشردت اكثر من 600 اسرة واصبحت بلا مأوى , هذا عدا عن تدمير عشرات المحلات التجارية والسيارات والممتلكات.
الوضع ليس افضل حالا في مخيمات النازحين في فلسطين وسوريا , والمعاناة مضاعفة بسبب السيول والنزوح . فخيم النازحين في غزة غرقت في مياه الامطار لتغرق معها كل مقومات الامان وسبل العيش بحق المواطنين ، الى جانب تقاعس المنظمات وحصار الاحتلال على المساعدات الاغاثية.
ورغم ان الفيضانات تعد كارثة طبيعية , الا ان جذورها تمتد عميقا في التدهور البيئي الذي تسببت به سياسات الدول الصناعية والشركات العابرة للقارات , عبر انبعاثاتها الهائلة وتلويثها المستمر للغلاف الجوي , مما تسبب بتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري , ورغم مناشدات المنظمات البيئية والمجتمع المدني لاتخاذ خطوات جدية لوقف هذا المسار , لا تزال الجهود عاجزة امام مصالح اقتصادية اوسع .
نحن في التحالف النسائي الديمقراطي ندى في شمال افريقيا والشرق الاوسط نرفع صوتنا اليوم مع ضحايا هذه الكارثة , وندعو المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية والجمعية العامة للامم المتحدة الى الاصغاء لمعاناة المتضررين , وتقديم يد العون وكل اشكال الدعم العاجل , والعمل على حماية المجتمعات من تكرار مثل هذه الكوارث التي باتت تتفاقم بفعل التدهور المناخي وتدهور البيئة ونطالب بالتدخل العاجل لحماية لانقاذ الاطفال والنساء في مخيمات النزوح وتخفيف معاناتهم اثر هذه الكارثة الطبيعية .
تحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا)
كانون الاول 2025
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.